28 فبراير 2012

أيّان.. شمسي أنا

"وين بنتي...بنتي منيحة" أول ما نطق به لساني من كلمات بعد استيقاظي من أثر البنج. صوت عجلات السرير المتحرك ما زال يطن في أذني، لا أرى شيئا بل اسمع اصواتا من حولي، و إذ بصوت رفيقي و مشوار عمري، "هاي صفا، جابوها "، كشف الغطاء عن وجهي و قابلني بابتسامة تختزل كل معاني الفرح، "الحمد الله ع السلامة حبيبتي، بنوتتنا بتجنن".

" يا حبيبتي يمّا" تذرف دموعها أمي، قبلتني و هنئتني بالسلامه. عذرا منك أمي، كم ادركت مدى حبي لك و كم زاد شوقي للبقاء طفلة صغيرة بين ذراعيك بعد أن اصبحت انا بدوري"يمّا". الم كبير و شوق أكبر لأرى ما احتواه جسدي قرابة تسع أشهر، و إذ بصوت عجلات اخرى، و طرقة باب، تتقدم العربة الصغيرة الممرضة ، و صوته "بابا" يبشرني بقدوم أيّونتنا. وقعت على تسلم ابنتي ، و اخذتها في حضني، يا الله من لي بشخص يصف ما شعرت به و ما أشعر به كل مرة أحتضن بها صغيرتي بين ذراعي و اضمها بقوة إلى صدري.كم هي رائحتها جميلة، و تفاصيل وجهها الصغيرة الناعمة، و جسدها النحيل و بشرتها الرقيقة.هي بنتي و حبيبة قلبي، شمس انارت بيتنا الصغير و خففت ما في قلوبنا من وجع الغربة.

14 سبتمبر 2011

في انتظارك صغيرتي

أشعر بكِ حبيبتي...ترفرفين، تتراقصين ،تدندنين بأعذب الألحان.. أشعر بارتطام أطرافِك الصغيرة جدا في أحشائي...تترنمين فرحا عندما تسمعين ندائي...و يااااا كم اشتاق لضمك عندما استشعر ردك قادما أصداء حركات...فأنا كمن يصرخ عاليا و عاليا يصرخ ليسمع صدى صوته ليعيش مرة أخرى ، حياة أخرى ، أياما أخرى ، أمل آخر بغد آخر أكثر اشراقا..أعيشه مع كل حركة من حركاتِكِ حبيبتي

تقترب ذكرى مولدي... و تقترب أكثر خيالات قادمة من بعيد ..كيف كنت تشعرين أمي، هل اشتقت لرؤياي كما اشتاق لرؤيا صغيرتي، هل كنت تنبضين فرحا كلما تحركت في أحشاءك، تخبرين أبي عني، فينتظر معك ليستشعر حركة أخرى مني، أمي ، كم يستيقظ علي حبيبي قلقا يضمني و اناأصرخ متألمة من شد عضل في ساقي او ألم شديد في ظهري ، أرغب كثيرا في البكاء ، أرغب بوجودك معي... غاليتي، كم تحملت في سبيل قدومي ، و حتما تألمتي أكثر، و كانت مسؤولياتك كما هي الان أكثر و أكثر... برغم ذلك كانت ابتسامتك الجميلة تفترش كما فراشةالربيع مرة أخرى على شفتيك كلما شعرت بي انبض داخلك ، هذا أنا الآن أمي..

الله يطوّل عمرك يا إمي... في أنتظارك بشوق كبير صغيرتي

06 يناير 2011

زيارة إلى جرير

المكان بتصميمه يوحي بالتطور و التقدم التكنولوجي. فالداخل أول ما يقع نظره ، يقع على اجهزة الحاسوب المحمول و مستلزماتها، و ينطلق نظره سريعا حتى يصل به إلى اجهزة المحمول و أحدث ما توصلت له التكنولوجيا من "اي باد و اي فون " و غيرها... تقدمنا قليلا و قليلا .. رفوف في كل مكان، تنبعث منها حروف تجمعت لتسرد سير الانبياء و أخرى لتروي حكايا و مغامرات الأبطال، و منها ما يروي أحداثا خيالية توحي بسحر المكان و الزمان بل أكثر سحر القلم الذي خط تلك الكلمات.

مكتبة جرير... كانت محطتنا اليوم. لماذا؟ أريد قراءة "ألف ليلة و ليلة" . المكان جميل لا تمل منه ، تريد ان تمضي ساعات و ساعات للمشاهدة و البحث...الرفوف تشدك إليها و الكتب تنقلك من عالمك الى عالم آخر... و كتب تنهي عالمك في لحظات من خلال قراءة العنوان.. ما أجملها قصص وحكايا الأطفال ترجع الى االزمن البراءة العزيز، راحة البال و النهايات السعيدة، تشعر بالفرح لمجرد رؤية الأميرات و الأمراء ، الرسومات و الألوان تبهجك و التي اغرتني لشراء مجموعة من قصص المكتبة الخضراء " إذا بتذكروها" . و ما أكثرك كتب الطبخ بمختلف اللغات و كأن العالم كله اجتمع على مائدة واحدة... أغلفة يسيل لعابك من صورها فهذه كعكة الشوكولاتة اللذية و ذلك الدجاج المحمر و المشمر ....ممممممممممم وتلك المقلوبة و الكبسة و آآآآآآآه تقلب الكتاب من الغلاف للغلاف فقط تنظر الى صور الاطباق و "تتشهون"... و رف الرومانسية... آآه من الرومانسية و سنينها ، روايات و روايات و أشعار تهز قلبك اهتزازا يجري قشعريرة تذكرك بحضن من تحب، و تسمعك كلامه و تشتم أنفاسه بين ثنايا أوراق تلك الرواية و ذاك الديوان.

قادتني قدمي لرف كُتِب عليه " الكتب الأكثر مبيعا" و اولها كان كتاب "نهاية العالم" و الذي يذكر في مضمونه علامات يوم القيامة و أهوالها. من النظرة الأولى لعنوان الكتاب و صورة الغلاف "يمااااا" كانت ردة فعلي، و لكن جذبني و وضعته في سلتي الصغيرة. و لن أنسى من يعيشون فترة الخطوبة و للمتزوجين أيضا فهنالك " الرجال من المريخ و النساء من الزهرة" كتاب نصحتني به إحدى زميلاتي" الله يوجهلها الخير وين ما كانت" في فترة الخطوبة و لكن اشتريته بعد مرور سنة على الزواج.. تسألون ماذا؟ أجل سوف يقرأه زوجي معي"لازم".
كم تمنيت لو دامت الساعات ، و لكن حان وقت الذهاب الى البيت. و حان الوقت لايجاد وقت للدخول الى اعماق ما جَلبتُه من صفحات تتراقص في جوفها القصص و الحكايات. مشوار جميل و سيتكرر شهريا ان شاء الله، بناء على الخطة البيتية و الميزانية الشهرية لهذا الغرض.... إلى الملتقى

22 يوليو 2010

التوجيهي.... يوم لك ..يوم عليك

" بدي احكي لأبوي ما يزعل ازا ما انجحت في التوجيهي.. مش كل الناس لازم يطلعو معلمين و دكاترة ...البلد بدها نجارين و حدادين و مش غلط لو صرت منهم" سمعتها العام الماضي عبر صوت محطة اجيال الإذاعية قبل اعلان نتائج الامتحانات بفترة قصيرة.. صوت يخاطب والده بحرقة و مرارة، يخبره بانه سوف لن يخيب امله به إذا ما فشل في اجتياز التوجيهي، فهناك فرص كثيرة في الحياة ليتمكن من خلالها باثبات نفسه حتى و ان لم يكمل دراسته " و التوجيهي ما رح يقرر مصيري و مش آخر اشي بالدنيا"

" نجحنا و الله وفقنا... و آخر صبرنا نلنا" كنت جالسة مع امي أساعدها في "تصفيط" الغسيل... حينما أذيعت لأول مرة هذه الأغنية مصاحبة لمشاهد مؤثرة دفعتني للبكاء خشية أن لا يحالفني الحظ في السنة المقبلة و تخطي مرحلة " التوجيهي" بنجاح.. منذ ثماني سنين و حزين للآن و بعد بعد الآن سوف تظل مثل هذه الكلمات تبكيني و تبكي الكثير من مروا بتجربة التوجيهي و من سوف ينتقل بهم المقعد الدراسي لصف" التوجيهي".. ذلك الصف المتوتر لا شعوريا ... المضغوط و المكبوت بكم هائل من عبارات" انتو بنات توجيهي...بس هاي السنة...مستقبلكم معتمد ع هاي السنة...ادرسو منيح...دراسة الصبح منيحة...كلي تفاحة و اشربي كاسة مي قبل ملا تنامي مشان يضل وجهك نضر..." و غير من العبارات التي ترددت منذ زمن و ما تزال تتردد و تتردد.

كم أذكره ذلك اليوم ، استيقظت و رائحة القهوة المحمصة تستفز رئتي، و أمي تقلب بها و تبعث بابن أخي الصغير لشراء " التوفي" مشان عمتهم نجحت.. و أنا بغضب ساذج " يما طب ليش بتشتري ..تا تطلع النتائج .. وبلكي ما انجحتش" و أمي بكل هدوء " لا ما تخافي الليله احلمت انك جبتي 90"...و هذا ما أغضبني أكثر... جهزت نفسي لاذهب لبيت صديقتي " لولو" فقد اتفقنا على الذهاب للمدرسة معا للحصول على نتيجتنا.. لول العزيزة، كما أعرفها هادئة جدا و مسالمة لأبعد الحدود..استقبلتني و أمها على مطلع الدرج و بشروني بنتيجها، فقد حصلت على المرتبة السادسة على مستوى الضفة الغربية... سيل من القبلات و التهاني و حمى تشعل أحشائي فلم لأعرف النتيجة بعد. اصطحبتها الى المدرسة و ما أنكدها تلك الدقائق في باحة المدرسة الخالية الا من وجوه حزينة في مجملها تترقب بوابة المدرس الرئيسية لقدوم ورقة النتائج من المديرية. و ها قد أتت " و دوقوها فرحة" ... و هجوم كاسح على غرفة المديرة و التي دخلناها الاول مرة بدون تصريح .. أنا نجحت و انا نجحت و و انا مش لاقية اسمي ... معلمتي وين اسمي ..و بكاء و صراخ و أنا بكل أدب " معلمتي قديش جبت؟... مبروك صفاااااااااااء جبتي 90" بغض النظر عن الهمزة التي ستقتلني في يوم ما..الا انني انضممت لشة " المعياطات" ز هاتك عياط...اخي فرح كثيرا و ذهب مسرعا ليبشر امي.. و انا ما زلت أبكي ..أنا حسبتها 94و 8 أعشار..ليش هيك .. و انا اعييييييييييط .. في طريقي للبيت اعتقد جميع من مررت بهم بأنني "رسبت" و اخي يصطحبني و يضحك " فضحتينا ولك فكروكي سقطتي" ..وصلتك دارنا الجميلة... و الحارة هادية الا من صوت ابن اخي يبشر" عمتو نجحت" كم بكيت على حضن امي و عامل حالي معصبة عنجد "و زي الهبل ماسكة الكشف و بدي امزعه..هاي مش علاماتي...طب علامات مين يما.. انطمي و اقعدي" كلامي لنفس طبعا... و مشيت الامور الحمد لله و اكتظ المنزل بالمهنئات و اكتظ المطبخ ببكيتات البسكوت و كاسات الشراب.. و أخذ الكل يسال " بدكم تعملو حفلة مشان نجحت" و الاجابة لا ... فالبيت الذي يفصل بينان و بينه بيت... يعني ع العتبة.. ابنهم لم يمر عل استشهاده مع زوجتيه الثنتين شهرين.. و أمي لا تقتنع بمثل هذه الامور" اللي بدو يجي يهنيني في بنتي بيجي بدون حفلة"... معها حق

كم أشتاق لذلك اليوم... وكم أشعر بغيظ كلما تذكرة نتيجتي" تسعون فقط" كما كتبت على الكشف.. و كم قلت " يما ..مشان الله كان احلمتي اني جايبة 95".. و اليوم النتائج و في كل عام ستنتابني نفس المشاعر..بالكاد أذكر يوم تخرجي من الجامعة و لكني لن و لن أنسى يوم التوجيهي...فكما اعتادوا ان يلقنونا و ما زالو فهذا تحديد مصير و الا حظ زي ما اعتدنا نحكي و نسمع..

29 أغسطس 2009

مين زعل ست الحلوات

لم أعد أستطيع الكتابة... تأبى الكلمات الا أن تتبعثر في حضرة قلمي... تأبى أت تتناغم لتنسج معا شبكة من الجُمل التي تصيغ نفسَهَا بدورها حكايا و قصصا صغيرة كانت أم كبيرة، بمغزى كانت أو مجرد كلام، بشخوص أبطال أو إمعات <<<كتير مملة المقدمة شو هاد ياااااااااا



ملل و تعب مصحوب بشوق كبير يغتالني، تمر الأيام ببرود لتلقي ظلال ما كنا نخطط له خلالها بالأرض، كم هو بارد اللقاء مع من عرفتًهم يوما، كنا ننتظر أن يمر الليل لأجل أن نلقاهم صبيحة اليوم الثاني، تلقاهم، تجمُع جميل، أحاديث حُبلى بضحكات و ابتسامات و كلمات جميلات. أحلامنا نلقي بها على مسامعهم، آمالنا نتشاركها معهم، و في نهاية النهار هم من هم " صنعوا لنا فرحة ذاك النهار". الصناعة شي جميل و لكن ما أقبح أن تكتشف أن من ما شاركناهم أياماتنا وضعوا تاريخ انتهاء لمنتجهم. المشاعر الانسانية، علاقاتنا، و أحادياثنا كلها سلع نصنعّها لمدة معينة تنتهي بانتهاء المصلحة المرجوة من المنتج....

الحر يقتلتا و الشمس حارقة و الدنيا " مسكتمة" لا متنفس لنا سوا قنية ماء باردة ، اندفاع باتجاه الثلاجة، يدك على الباب، تمسك بالمقبض، تسحبه نحوك ، تنبعث نسائم باردة خفيفة الظل تنعشنا " أححححح" و تفتح بابها الثلاجة... تنبعث رائحة الجوافة" مممم"، لكن ليست هي ماتريد... تنبعث كل الروائح التي تشتهيها و التي " تزوف" معدتك.. ولكن أين ما تريد، البندورة و الخيار و الطبيخ البايت و حبتا إجاص على باب قاعدتان للترحيب، ناضجتان لكن يأبى طفل أكلهما لأنهما " وسخات"... أين الماء يا جماعة، ليش ما بتحسبوا حساب حدا، هلكنا بدا مي باردة... و الله عنا عمال أخدوا كل القناني..و ليش ما عبيتوا غيرهن... المي مقطوعة

في شوارع عمان...و الدنيا زحمة خالص و بائع الورد يتنقل بين الإشارات و يدق على النوافذ و الدنيا برد ....و ما من مُجيب. و الساهر بالسيارة يعلو صوته و نردد معه " ولي ولي ولي ويييييييلي...مين زعل ست الحلوات"

01 يوليو 2009

يُحكى أن...

في البدء يُحكى ان"حلونجيا اسمه اسماعيل..."... تبثها اذاعات الوطن مراقفة لإعلان تجاري... يروقني كثيرا سماعها و خاصة لارتباطها بشخص "حلونجينا"... تحية لَك

يُحكى أن... وبلغني ايها الملك الرشيد.. و كان يا ماكان... و اسمعتو شو صار كلها عبارات افتتاحية للبدء "بالحكي".. انتهيت من قراءة كتاب بعنوان"المرأة و اللغة".. يحمل في طياته الحديث عن نسق تاريخي يصور مراحل انتقال المرأة من "معنى" إلى"لغة" بحد ذاتها... و يستعرض الكتاب الكثير من القصص و الحكايا التي تخص شخص المرأة بدءا بشهرزاد و "تودد" مرورا ب مي زيادة و ينتهي بأحلام مستغانمي و غيرهن كثيرات من مَن حبكن الادب النسائي إذا جاز التعبير.. شدّني ما يحمل الكتاب في ثناياه من تحليل عميق للأدب القصصي النسوي أحيانا و أحيانا أخرى للحكايا الموروثة و المنقولة الينا عبر التاريخ.. و بلا طول سيرة فالكتاب جد مفيد لانه يطرح المرأة من خلال تفكيك لغوي بسيط و يبرز في تحليله و نقده تفصيلات صغيرة تخفى على القارئ العادي..

يُحكى أن بلادنا حل بها داء لطيف...ينتقل من شخص لآخر عبر السلام و القبل و العناق... لذلك أفتى مفتي محافظة نابلس بمنع عناق و تقبيل الوافدين من السفر.. كي لا تنتقل عدوى حمى الخنازير... كش برة و بعييد

يُحكى أن درجات الحرارة في ارتفاع متزايد... و الدنيا كتير شوب... و الوضع لا يطاق و خاصة لحدا عنده فصل صيفي و مادة قراءاتها فقط 1600 صفحة..

يُحكى أن موعد السفر يقترب .. و يتسارع التجهيز لحياة أخرى في مكان آخر مع أناس آخرين..و يا لمّي يا لمّي هيلي مخداتي

و توتو توتو...بلّشت الحدوتو

01 يونيو 2009

آه

آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه